السبت، 17 نوفمبر 2018

ليست كل الأسئلة تحتمل إجابات

افترقا هي لم تعرف السبب، امها أحجمت عن الإجابة تنهرها برفق، و ابوها غادر المكان، بعدما وضع ورقة تحت وسادتها احتوت فقط على ستة كلمات ...لم نشاء، و لكن الحظ شاء.
رتبت الام موعد لللقاء ، بين ابنتها و زوج المستقبل المقترح من قبلها، لم تستشير ابنتها، ولم تنتظر منها جواب، مجرد انصياع للرغبات، فهي ادرى بمصلحتها.
استقلت الابنة الحافلة متوجهة حيث العائلة المفترض أن تنضم لها، ستبقى في ضيافتهم ثلاثة ليال، فرصة كافية حتى تتعرف عليه، لعله يُغرم بها، و تلقى منه قبول، أما هي فتبركت برضاء الام...هذا فقط الذي يهمها، اكثر من أن يفهمها.

مقعدها كان بجانب امرأة، تبادلت الحديث معها، تقصيرًا للمسافات، لاحظت في اذنها قرط، مع أنها لا يوجد عندها قرط في الاخرى، سألتها لماذا؟
ليست كل الأسئلة تحتمل إجابات :قالت. و غادرت بلا وداع.
وما بقى منها على المقعد جالس فقط القرط.

أمسكت بالقرط وصارت تبحث بعينيها عن صاحبته، يبدو أنها نزلت في المحطة...قال السائق.، طلبت منه التريَّث، حتى تأخذ حقيبتها، و تنزل من الحافلة عساها أن تلحق بها. فتشت كل الاركناء، الزاويا، والانحناء، فقد أي أثر لها، استفسرت عن موعد الحافلة الأخرى الذاهبة لمقصدها، بعد ثلاثة ساعات اجابها مشرف المحطة.

وضعت القرط في محفظتها، و وضعت المحفظة في حقيبتها،خرجت من المحطة تستكشف ما حولها، حتى موعد الرحلة. قطعت مسافات، بخطوات متمهلة، وهي تجر حقيبتها، لفت نظرها كوخ خشبي زاهي الالوان، تتبعت حدسها، قائلة في سرها هناك استريح، واشرب شيء من القهوة. و لكن لا مقاعد ولا مناضد، ولا مظلات، فقط سحابات تترافق في سفر مع غيوم بالسماء ، تبحث أين تفرغ حمولتها من القطر . و بحب الفضول تلصلصت من ثقب بالباب الذي يُفتح ...نعم هل استطيع أن أقدم لكٍ خدمة :قال
لا أنا أبحث عن مساحة صغيرة تبعدني عن المطر، كي لا ابتل :قالت
المطر كالبكاء، لا مهرب منه ولا احتماء، مكتفيًا بهذا الجواب دخل و اقفل الباب.
التصقت هي بالباب ما امكنها في ذلك سبيل، لحظات يُفتح الباب مرة اخرى، تفتقد السند و تقع.
أنا أسف جدًا، اريد أن ادعوك إلى مرسمي لعلك من المطر تحتمي، طلب يدها حتى تنتصب، تدخل و ترغب في شراب ساخن يدخل الدفء أين سكن البرد.

ترتشف القهوة و تشاهد لوحات اكتملت و أخرى لم تكتمل، سألته لماذا؟. فقال ليست كل الأسئلة تحتمل إجابات، أصر أن يوصلها إلى المحطة طالما لازال ينسكب الماء.

ركبت الحافلة، ولا زال حدسها يقول لها بأن مرة أخرى ستراه. صدق حدسها، التقت به في حفل خطوبتها، فهو صديق الذي من المفترض سيكون قرينها، سلمت عليه، و سلم عليها، و طلبت منه البقاء....و لكنه غادر.

دعها أباها يستفسر منها على حيرتها، فقد رآها تائهة، و وهح لحزن طفيف يشع من عينيها، ما الخبر يا ابنتي: سأل، أن كنتِ تحبيه اتبعيه، و اسمعي لغناء قلبكِ، و لا تخسريه، كما خسرت إنا، يوم ما التقيت نجمتي، لم اكلمها، و لم تكلمني، إعترنا الخجل فاكتفينا بالنظر، سُرت العيون، و تحطمت القلوب، و للذكرى أعطيتها مثل هذا القرط، بينما احتفظت هي بنسخته الأخرى .
هل هذه هي الأخرى يا ابي؟
نعم يا ابنتي، أين وجدتهِ؟
معها يا ابي.
قال: هي إشارة، علامة من علامات القدر و المصير. امضي حيث تسعدين.بعد أن البسهُ لها.

ارتمت في حضنه، ارتسمت بسمة على الشفاه، قدرها و قدره ، رأى أقراطها، رأت امرأة جُسِدت في لوحة، ترتدي اقراطها، نظرت إلى من صار حياتها.
إنه أمي أجاب...ماتت منذ عَشْرٍ سنيين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق