الثلاثاء، 18 فبراير 2020

أناس على الهامش حاجة من عند الله

لي عادة قديمة، قدم احلامي، إلا وهي الجلوس والقراءة، اتحايل على الشمس الدافئة كي تجلس جانبي ، تداعب خصلات شعري برفق، تطبع قبلة على خدي بعشق،،ما بين أوقات مستقطعة للتأمل في كلمة أو عبارة، او زهرة، شجرة، طائر، وأحيانا انسان يمر بالجوار.
وفي يومًا ما رأيته، ولم يراني نزل هو من السيارة بتثاقل، وكأنه فيل عالق في كيس يجاهد في الخروج منه، والتحرر من قيده. يحمل ما بين صدره و ساقيه رزمة لا يكلف نفسه وسعًا في إخفائها، وكيف يخفي هبة الإله، هذا كفر بالنعمة كما قال. مجرد أن لمحني انحنى إلى الارض، ارتفع نحو السماء، يفتح ذراعيه على امتدادهم، ويعيد يضمهما...اعطي الانطباع على أنها حركات رياضية، إلا إن الحقيقة أنها لا تمت إلى الرياضة بأي صلة، حركات بهلوانية غير منسقة، ولا متناسقة وتفتقد للتناغم يصاحبها نغم ( هوب هوب ).
اقترب مني ورائحة الكبريت تنتشر من حناياه،
قائلاً:اه حمام ساخن، وساونا، تدليك وتكييس...( يا راجل جوي مليح فريش ونشاطة، انحس روحي شباب)
وصار يعدد في فوائد الحمام بكلمات متقاطعة، تعطي جمل غير مفهومة، ومعلومات مخترعة ، باداة ربط ( كذا و كذا ) تنتقل بين الصحة والرياضة والشهية والأكل الجيد!!!.فقد اختتم هذا المهرجان الصباحي بتناول إفطار ملكي صحي!!! ( 3 انفاص قلية لحم خروف ).
قلت:أعلم.
قال: كيف عرفت؟
قلت: رائحة البصل الخارجة من فمك، والصاعدة إلى أنفي وانت تتجشأ.
هو رجل محب للحياة ولمتطلباتها وشهواتها حد الإدمان، لم ينال من العلم قسط كبير، يحتشم من الثقافة، وتبادله الحياء، يعشق السفر والتجوال ( باع كل اثاث منزله لاجل عيون رحلة )البحر،والطعام الجيد، ولا مانع قليل من النساء. طفل كبير مع الأطفال يقضي جل الأوقات في اللعب معهم.سريع الغضب، سريع الرضاء،لين الدمعة.لا يعرف الإبتسام ينتقل مباشرة إلى الضحك بصوت عال، حتى يأتيك الإحساس غالبًا هو يتصنع الضحكات، حتى يدخل على نفسه السرور ( النكد ما انحبش امه ) يقول.
من الصعب أن يوضح فكرة، او يشرح رأي، واذا ما بدل جهد وحاول، لا يريد من أحد أن يقاطعه، عندها ستضيع كل الكلمات ويحاول مجددًا في الايضاح، ولكن هيهات أن تتجمع الافكار مرة اخرى، ويتلعثم في الكلام، وهذا ما يجعله يشعر بالاستياء حد الغضب قائلا ( يا بنيادم غير اصبر...الزفت ...اوف اوفففف ).ضحل ضحالة الشاطئ، وحواف الوادي، ولكنه على صعيد الدنيا هو محظوظ وناجح، كل الأماكن التي يدخلها يخرج منها بمغانم، ولكل من أراد لأمره أن ينجز، فليستعين به، طبعا مش ببلاش ( حاجة من الله ) .