الخميس، 22 أبريل 2010

أغورا



استمتعت كثيرا بمشاهدة فيلم الدراما التاريخية الاسبانية" أغورا" الذي يحكي قصة هيباتيا ، الفيلسوفة الرومانية في مصر,هذا الفيلم للمخرج اليخاندرو امنابار ، والذي قاما هو بكتابته بالاشتراك مع جيل ماتيو ، البطولة للمثلة الحائزة على جائزة أوسكار" راشيل ويز" وماكس مينغيلا. يدور الفيلم حول فيلسوفة الفلك في الاسكندرية هيباتيا والعديد من الرجال الذين تعرفهم مثل عبدها دايفوس الذي يتمزق بين حبه لسيدته وامكانية الحصول على حريته من خلال الانضمام إلى ارتفاع المد والجزر على نحو متزايد في المسيحية .... هيباتيا تدخل في صراع مع الزعماء المسيحيين في الاسكندرية. الفيلم لقى احتجاجا نظرا لانه حسب بعض الاراء "يعزز الكراهية للمسيحيين و الصورالكاذبة بشأن الكنيسة الكاثوليكية, الفيلم في البداية واجه صعوبة في العثور على موزع في الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا على حد سواء ... على الرغم من هذا وجد في نهاية المطاف .

الخلفية التاريخية
هيباتيا (باليونانية : Ὑπατία ) ( 370 / مارس 415) ولدت في الاسكندرية بمصر ، تعتبر أول امرأة بارزة في مجال الرياضيات ، بالاضافة الي انها درست الفلسفة وعلم الفلك أيضا, عاشت في مصر الرومانية ، وقتلت على يد حشد من المسيحيين الذين القوا باللوم عليها زورا خلال الاضطرابات الدينية...البعض قد راى أن قتلها جاء نهاية ما هو معروف تقليديا بالعصور القديمة الكلاسيكية ، حيث وجد الصراع بين المسيحية و الفلسفة الهلنستية.

هيباتيا فيلسوفة افلاطونية حديثة ، تنتمي الى التقاليد الرياضية التابعة لأكاديمية أثينا ،المرتكزة على تثبيط التحقيق وتشجيع الدراسات التجريبية المنطقية والرياضية.

اسم هيباتيا مستمد من صفة ὑπάτη ، وصيغتها المؤنثه ( ὕπατος) ، ومعناها العلوية ,او المرتفعة . ....حياتها هيباتيا كانت ابنة " ثيون" عالم الرياضيات المعروف و المرتبط بمتحف الاسكندرية والذي كان ايضا معلمها , سافرت إلى كل من أثينا وايطاليا للدراسة ، قبل أن تصبح رئيسا للمدرسة ألافلاطونية في الاسكندرية حوالي 400 ميلادي. حيث عملت هناك مدرسا لفلسفة أفلاطون وأرسطو, ويعتقد أن بين طلابها كان هناك مسيحيين واجانب على حد سواء.
على الرغم من هيباتيا كانت وثنية ، الا انها احترمت من قبل عدد من المسيحيين ، وقد اعتبرها في وقت لاحق عدد من الكتاب المسيحيين على انها رمزا للفضيلة, قيل انها كانت "زوجة الفيلسوف ايزيدور ولكن المرجح انها كانت عذراء, هيباتيا رفضت خطبة أوريستيس,حيث قدمت له خرقة بها دم حيضها , مدعية ان الرغبات الجسدية لا تحتوي على"شيء جميل" . هيباتيا حافظت على مراسلات مع تلميذ سابق لها " سينيسيوس القيرواني" ، الذي أصبح في العام 410 ميلادي أسقف طلميثة .....موتهايعتقد انها كانت ضحية للغيرة السياسية التي كانت سائدة في ذلك الوقت , كما ان جاذبية هيباتيا ربما هي السبب في توتر العلاقة بين الوالي الامبراطوري أوريستيس و البطريرك سيريل فنظرا لمقابلتها المتكررة مع أوريستيس ، اشيع بشكل إفترائي بين السكان المسيحيين ، بأنها تعمل على عدم التوفيق بين الكنيسة والبلاط ،مما اغضب السكان المسيحيين الذين كانوا يتوقون لرؤية التوفيق بين الاثنين. وهكذا في مارس 415 ميلادي, و خلال موسم الصوم الكبير ، كمن حشد من المسيحيين والرهبان المتعصبين لعربتها على الطريق الي منزلها, بقيادة رجل عرف فقط باسم بيتر ، الذي يعتقد أنه مساعد سيريل, فجردها الرهبان المسيحيين من ملابسها, واقتادوها عارية خلال الشوارع الى الكنيسة ، بعد اتهامها بالسحر بواسطة الاسطرلاب والالات الموسيقية, حيث قتلت بوحشية واشعل في جسدها النار.مسألة استغلال الايمان , والتعصب الديني ,في نظري المحور الاساسي لقصة الفيلم ,والتي كانت في الماضي ...ماثلة الان في الحاضر, وموجودة بكل تأكيد في المستقبل...وتبقى مسألة اللاتسامح وعدم الغفران , رمزا للتشدد الديني , وضيق الافق الذي يقود الي الجهل والظلم.

الأحد، 18 أبريل 2010

كلمات من زمن الورق

رايتها بعد فراق دام ثلاثون سنة , تزوجت انا , وهي لم تتزوج ...لماذا اصرت لخصلات الفضة ان تظهر في شعرها , ولماذا اردت لتجاعيد عيونها ان تظهر خلف نظارتها الطبية ...اليست امراة؟ ..بلا ولكنها هكذا هي ...عنيدة .
تلاقت اعيننا حتى اننا نسينا ان نسلم على بعضنا البعض,بادرتني سريعا قبل ان اتكلم
-هل انت سعيد بالزواج
- المهم في الزواج ليست السعادة , بل الاستقرار
- والحب
بثبات وحزم اجبت ...لا يوجد اصعب منه
- عرفتك دائما رجل لانك تكذب على النساء
- لالالالالا ولكن الروتين مثل الصداء , انه لا يجعل مني رجل ,بل شبح ووهم
كانت تتكلم , ولكني شردت فيها , فلم اعد اسمع , ولكني ارى شفتاها وهي تتحرك , فلقد ظللت اتسأل...لقد بدأت مسنة وهذا ما ازعجني , لربما ان الموت اقترب منها...الان فقط صدقت بأنني قد كبرت ايضا واستطاع الزمن ان يحصل مني على حصته , لقد فعلها هذا الحقيرعلى حين غرة) Flucht den Himmel) , جعلني انام في العسل وهو يسرق مني ايامي ويبتسم .....لالالالالا انا لست خائفا من الموت , بقدر خوفي من الهرم , لقد اعتقدت لفترة طويلة , انني انال النجاح والحظوة مع النساء...لربما انهن يرونني شخصا مذنبا يحتاج للحب , شخصا لن يؤذيهن...ولكن الحقيقة التي لم يعرفهن ان في قلبي متسع يكاد يكون اكبر منهن...
- انت...اين شردت , هل لازالت تصطاد النساء
- لالالالالا فقد ولت هذه الايام التي كنت فيها سيد الاثام...الان انا قديس
- ما احببته دائما فيك....الكذب...اتتذكر يوم لقيتني , وكنت منذ البداية ترعب في الارتباط بي , وكنت على استعداد ان تقول لزوجتك هذا , ولكنك ترددت وخفت ...وهربت بعد ان كتبت لي ورقة ممهورة بتوقيع " جبان "
- تبسمت وانا اقول الصدق , لقد اصررت ان اعلقك في شباكي , بعد غياب طويل منذ ايام الجامعة...كنت دائما اتابعك بنظراتي , ولم استطع حتى الكلام معك , وفجاة للحظة اجدك واقفة امامي , بعدما اعتقدت بانك طيف ولى مع ايام الدراسة...لقد شعرت بأنني رجل وانا اخترق دفاعاتك , فانت لم ترفضي لقائي كما اعددته , وظننت انا ان الامر سيكون مشابها كغيرك , ولكن منذ تلك اللحظة لم استطع الانفصال عنك...طيلة هذا الزمن لم انسأك , فقد كنت حاضرة.
ما ان انهيت كلماتي , حتى وجدت نفسي وبدون وعي , امد يدي لها لاصطحبها...تقف هي , وترفض هي ...لتقول
- بعد كل هذه السنيين , ونحن في خريف العمر...هل تعني هذا
- انا منذ الولادة لم اقل شيء لم اعنه , فالعمر ليس حقيقيا , سوى في العالم المادي, جوهر البشر مقاوم لمرور الزمن , حياتنا الداخلية ابدية , مما يعني ان ارواحنا تبقى شابة ونشيطة ويافعة ...فكري في كحالة ايمان , ليس وسيلة لاي شيء او مكسب
- انك تجعل الاخرين يتراقصون على غناء كلماتك,...هل تؤمن بالموت؟
- لالالالالا ولكني اخاف منه
- ببساطة لقد اعطتني كلماتك الهدوء والسلام , حتى ولو انني لا اوفقك في كل ما ذهبت اليه وقلته ...فلا يجمع بيننا الا الذكريات , ...هل الحب له الحق في ان يبرر كل شيء , ويعطي لنفسه رخصة في كل ما نفعله باسمه , بعد كل هذه الوقت عرفت بأن الحب كاذب في العشرينيات , وسخيف في الاربعينيات , ومقزز بعد ذلك
- سيدتي...هل تريدي ان تعرفي ما ارغب في فعله ....اركب المركب واستمر بالابحار والسفر ولا اعود ابدا...هل ترافقيني؟
- لتعوم انت , واغرق انا
- لالالالالا فانا اذهب معك وليس اليك
ساظل مبحرا مع امراتي
اغني واغني
نعم كثيرا من النساء عبرن البحر برفقتي
في ذاكرتي , ولكن انت بقيت في البحر
دعني افكر بك كل يوم
وافكر اكثر قليلا...يا سيدتي
امزق عقلي اشلاء
لاستمر بالتفكير فيك
- كاذب , كاذب ...ولكن نعم سارافقك , ليس الان ...بل غدا
اتى الغد...ولم تأتي , لاتظنوا بأن السنون قد اغتلتها , ولكن الاقدار خطفتها
فلا يوجد مزيدا من الحياة... لا يوجد
ولا يوجد مزيدا من المطر... لا يوجد
ولا يوجد مزيدا من النسيم... لا يوجد
السماء تبكي وكذلك انا
اناشدك ان تأخديني الي هناك...حيث انت
فلن يوجد مزيدا من البكاء... لن يوجد
ولن يوجد مزيدا من الخوف ...لن يوجد

ياحبي ما الذي يمكن ان افعله من اجلك , لاحصل عليك لثانية واحدة , بعيدا عن العالم وقريبا مني
ياحبي مثل نهر المجدلية الذي يذوب رملا في البحر
اريد ان اذوب فيك
هناك علاقات حب تنتظر حتى نهاية الشتاء لكي تبرعم
تصبح اكثر يناعنا في ليل الخريف
مثل هذه الحب...الذي اكنه لك