الاثنين، 11 مارس 2019

شاهد عيان...بن جونسون و الساعدي القذافي.

نسمع أحيانا عبارة إن سوء الحظ إذا مابدأ فلن ينتهي حتى يتلف كل شيء، وهذا ما اعتقده قد اتفق مع زيارة بطل الركض الكندي وأحد النجوم الأولمبيين، بن جونسون إلى ليبيا، لتدريب الساعدي القذافي على العدو، وليس سيف الإسلام.

ذكر القشطيني أن البطل الاولمبي، بعد أن أنهى مهمته في ليبيا، وحصوله على أجر، غمز به خلف السطور على أنه كبير، قد عرج في طريقه على روما، حيث تعرض هناك للسرقة من قبل فتاة ركض وراءها هذا البطل العالمي في الركض، إلا أنه لم يستطع أن يلحق بها وهي تجري في شارع دولتشافيتا الشهير،وهنا يتعجب الراوي كيف يعجز هذا البطل العالمي عن اللحاق بصبية صغيرة، ويصف بن جونسون بالسلوقي، والصبية بالغزالة.

هنا انا لا اوفقه الوصف، لأنه ببساطة لم يتعرف على جزء الحكاية السابق، والذي حدث للعداء في ليبيا، مما يجعلني اقول بأنه لم يكن في أيام سعده، فالمثل يقول إذا لم يحالفك الحظ فلن يسعك اللحاق به ولو كنت على ظهر جواد. ولا بأس إذا ما سمعت من حكايتي، والفرق بيني وبينك انك سمعت او قرأت، أما أنا فأني رأيت.

بن جونسون كانت إقامته بفندق المهارى، أثناء زيارته إلى ليبيا، وإذا لم تتخل عني الذاكرة، فقد كانت غرفته 1205، التي عادة ما يغادرها الصباح، ليعود لها في المساء، بعد أن يكون أنهى مهامه.

أثناء أحد مغادراته، رجع سريعًا فهو يبدو أنه نسي شيء ما، طلب مفتاح الغرفة، وتوجه لها، فتح الباب، وإذا به يتفاجأ بوجود شخصًا ما في غرفته، يقوم يدفعه بكل قوته، ويختفي مسرعًا في دهاليز الفندق، ويفشل البطل الاولمبي في اللحاق به.

اشتكى بن جونسون كونه تعرض للسرقة، ولم يتمكن من إعطاء وصف محدد لملامح السارق، مما استدعى أفراد الأمن أن يستعرضوا أمامه صور كل الموظفين المحفوظة في مكتب الأمن. حتى تعرف على المشتبه، وعندما سأله ضابط الأمن: كيف تعرف من الصورة على المشتبه، وهو لم يرى وجهه. اجاب: أنه قوي البنية، وعريض المنكبيين، والدفعة هي خير دليل.
تمت مجابهة الضحية بالمشتبه، الذي أنكر التهمة، وتم تحويل المعني إلى مركز الشرطة، فالنيابة، التي تقوم باطلاق سراحه بعد 40 يوم من الحبس الاحتياطي، والسبب عدم توفر الأدلة.

إلا أن التحقيق الداخلي بالفندق اتبث بأن المشتبه، وهو موظف يتبع قسم الإشراف، مسؤول على بهو الفندق، رأى بن جونسون يغادر وفي علمه أنه لن يعود إلا في المساء، فاستعلم عن رقم غرفته من موظف الاستقبال، ودخل الغرفة...هذا ما أفضت إليه نتيجة التحقيق، أما التفاصيل فأملكها أنا، حين رويت لي على لسانه في يوما ما، بعد أن تعرفت على الدليل،ولهذه القصة مكان اخر، ووقت أخر.

طُلِب من المعني الاستقالة، ولم يتعرض لاي اذى، ولا حتى تهديد، وهو لازال حي يرزق إلى يومنا هذا، والمفارقة أن ابنه حاليًا أحد ابطال الركض في ليبيا