السبت، 1 ديسمبر 2018

منسي تتذكره الحكايات


أَرادُوا أَن يَمحُوهُ،
ولكِنَّهُ لا يُحبُّ الإِلغَاءَ، 
جَاؤُوا إِليهُ اتّباعُ التَّاريخِ
يُسوُّونَ الدَّفاتِرُ،
ويُجَمِّعُون الدُّيُونَ،
مِنْهُ.
الَّذِي خَرَقَ قَوَانِينَهُ.
مُحفِّزين،
مُنذُ طُولٍ حِين،
بمشاعرِ اِزدِراء،
تولَّدت مِنْ خَوفٍ بدائِيٍّ،
خوف الحضارةِ مِنْ الطَّبِيعةِ
وخوَّف الرِّجَالُ مِنْ النِّسَاء،
وخوْف القُوَّةِ مِنْ الضُّعفِ،
وخُوّف مَنْ الَّذي يُحَاوِلُ،
تغيُّر مَجَرى القَضَاء.
جَاؤُوا إِليهُ اتّباعُ التَّاريخِ
بِغَرِيزةِ الإِنسَانِ غَيْرِ الوَاعِيَةِ،
على التَّدمِيرِ،
ما لَا يُمْكِنُ إِخْضَاعُهُ،
ولَا تأليهه،
ولَا يَسِيرُ، وفقَ رغباتِهِم.
جَاؤُوا إِليهُ اتّباعُ التَّاريخِ،
لم يتلقَّوا شيئًا مِنْ الثَّقافَةِ،
ولَا قَرَأُوا أَصنافًا مِنْ الكُتُبِ،
ولَا تَعْرفُوا إِلى أَجناسٍ مِنْ البَشَرِ،
ولم يُمسِكُوا القلمَ لِلكِتابةِ،
فَقَطْ للحسابة،
ولَا رفَّعُوا عُيُونَهُم إِلَى السَّمَاء.
جَاؤُوا إِليهُ اتّباعُ التَّاريخِ،
أَختَبِئ،
مُعذّبٌ فِي حَرْبٍ،
بِرُومانسيَّةٍ مُستعصِيةٌ، مُستحِيلةٌ،
شُمُوعُهُ نَسْى،
وفقد الخَاتِمَ.
رُوحُهُ الَّتِي قدَّمَت, لِشِفَاءَ,
عالمُهَا المجرُوح،
فَقدْتُهُ بِأَكملِهُ،
وتهشَّمت كَالزُّجَاجِ،
إِلَى أَجزاء.
جَاؤُوا إِليهُ اتّباعُ التَّاريخِ،
قيَّدُوهُ،
وعِنْدما لم يستطِيع السَّيرَ،
جَرْوُهُ،
لم يَرَاهُمْ أَحد.
بِالطَبْعِ!!!! فَالخَفَافِيشُ عمياء.
لم يعتقِلُوا رَجُلًا،
بَلْ كانُوا يَطْرُدُونَ الخَوْف،
لم يُصَلِّبُوهُ،
ولم يُقطِّعُوا أَطرافهُ،
هو لم يكُن وَبَاءًا.
فقط يُلَقِّحُون مُجتمعًا،
ضِدَّ تَفَشِّيهِ،
وَضِدَّ البَقَاء.
لَا ورق شَجَرٍ،
يَجْلِبُ لهُ الحظَّ،
ولَا زُهُورٌ خرِيفِيَّةٌ بَيْضَاء،
تجعلُ الرِّيحُ تَأْتِي, فِي حِينِها،
لِتَخَلُّصه،
وتجعلُ قُيُودَهُ القَدِيمَةَ،
تَتراجعُ.
يتوسَّعُ الأُفْقُ،
وَيُضَيِّقُ المَدَى.
يتكلَّمُ عَنْ العَالَمِ،
عَمَّا كان, وكيف أَصبح،
واِعتِقَادُهُ كيف سِيؤُول،
بَيْنَمَا الآخَرُونَ،
يتكلَّمُون عن أَعمَالِهِم،
أَبنائِهِم، أَموالُهُم،
يَفْتَخِرُونَ، بِمَا مَضَى.
غَادَرُوا مِنهُ اتّباعُ التَّاريخِ،
بَعْدَمَا, تَنَاثَرَتْ رُوحُهُ،
مِنْ الحُدُودِ الضَّيِّقَةِ،
التي لِهُمْ،
إِلَى جزِيرةٍ بِالفَضَاء،
المُفَرِّطِ, المَعْتُوهُ, الشَّاسِعُ،
التي لهُ.
غَادر بعد قَلِيلٍ.
مِنْ أَحَبِّهُ حَتَّى المَوْتِ،
على رُؤُوسِ أَصَابِعِهِ،
أَنزَلق مع الصَّمْتِ،
بِدُونِ صَدًى،
أَحَدُهُمْ أطفاء الأَضوَاء،
وأَخْتَفى.
قَبِيلَةٌ مَا،
هجَّرها الحُلْمُ..... لعَنَاء
 

 لم يُغَيِّرْهَا بعْدَهُ
بدأت حين انتهت البدايات
مزقت اليوميات،
القديمة.
صَارَتْ لَا يَعْنِيهَا أَمْرُهُ 
إلا لحظات،
يعلن فيها تواجده
من ساعة، أو من يوم،
أو من سنوات
كلاهما أعتقد،
بعدما تَعَهَّدَا سَوَاء
أنه اِمْتَلَكَ الآخر، حتى الممات.
لا أحد اِمْتَلَكَ أحد
في الحياة،
ما يمتلك في الحقيقة،
ذكريات بأكملها،
كانت له وكانت لها،
لا شركاء،
اليوم تَعَانُقُهَا محطة أخرى،
مع أخرين،
كعناق رجل بِاِمْرَأَةٍ
تُلْغِي رفضها للحياة،
تعيد تشكيلها، وتلوينها،
كيفما شأت،
وليس كما يشاء
ستبقى حتى مع الموعد السعيد،
في ليلة من ليالي عيد
تَكتُبُ من جديد،
في اليوميات،
أَعُودُ وَيَعُود،
أَتمَنَّى!! ،
ولكن لا مجال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق