الأربعاء، 10 مارس 2010

لا تصدق صاحب السلطة...حتى وان كان صادق

ما رأيك أن نتقاسم ثروة مشتركة, فأعطيك مائة وأستحوذ أنا على عشرة الآلاف...من المؤكد انك لن ترضى, ولن اصدق إن هناك من يرضى
مدير فندق أصر منذ تسلمه لمهامه كمدير عام, أن يمنح الموظفين منحة كل عيد, متمثلة في راتب إضافي...الجميع دعا الله أن يمده بالعمر المديد, والصحة والخير والعافية...بعد 3 سنوات انتهت مهامه, وليكتشف الجميع بأن ثروته العينية فقط قد وصلت إلي نصف مليون دينار, أما المادية فلا احد يعلم بها...إلا هو
إن حرصه وصدقه بشأن الفندق, أعطى الناس انطباعا أوليا استمر زمنا طويلا هذا الانطباع والذي يحتاج إلي الكثير من الوقت لتغييره...وهذا ماعطاه مجالا للمناورة
فالفيلسوف الصيني من القرن الثالث الميلادي "هان في-تشو" قال "عندما تكون على وشك الأخذ , فأن عليك أن تعطي "
إن قادة –زعماء-سياسيون تراهم في بداية ارتقاء السلم يقومون بحركات مخلصة وصادقة , لا يشترط أن تكون عديدة , لتطغى على عشرات من الحركات الكاذبة غير النزيهة , فإشارات الصدق الدالة على القلب المفتوح تجاه رعاياهم والمعبرة بخطبهم وقراراتهم ,تجعل هولا الرعايا والأكثر ارتيابا , يتخلون عن حرصهم وحذرهم ، فيتبعونهم مضحين بأعمارهم وأنفسهم واحترامهم لذاتهم , فقد استطاع هولا القدوة أن يفتحوا ثغرة في درعهم , فتمكنوا من خداعهم والتلاعب بهم كما يشأون...إنهم ببساطة " حصان طروادة " ...حتى ولو رفضها " نيوبطليموس بن أخيل لأنها لا تمت إلي الرجولة والشرف.
إن جوهر الخداع هو تشتيت انتباه الناس المخدوعون, لأنه يمنح الوقت والمساحة للقيام بشيء لا يراد اكتشافه, فأحذ أي شيء بوقاحة هو شيء خطر...حتى على الأقوياء وذوي السلطة, لان الضحية بطبيعته سيخطط للانتقام...إلا فيما ندر .
تاليران الدبلوماسي الفرنسي حافظ على قدرته في الخداع – نتيجة فقط كذبه وانعدام نزاهته " مثال لكل صاحب سلطة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق