الأربعاء، 10 مارس 2010

اخجل من الماضي "مدام الجنس"

في زيارتي الاخيرة لالمانيا,كنت مدعو الي عشاء في منزل صديقة قديمة منذ ايام الدراسة,استقرت لقترة طويلة بالهند ,اتبعت حركة باغوان ,وخرجت منها بعد ان اكتشفت زيف هذا الرجل,بحثت عن الحقيقة , وجدتها اخيرا حسب رأيها في الاسلام,هي الان متزوجة من فيسلوف الماني مسلم , راضية ولكنها ليست سعيدة , تصر في كبرياء على انها ليست نادمة على نزع رحمها, ولكن الندم يمكن لاي كان ان يتبينه في معاملتها للاطفال والسعادة التي تعتريها وهي تلعب معهم.مثلما الحال دائما اخذ النقاش منا كل الوقت,وكان المحور الاساسي للنقاش "المرأة والرجل ",وتعرفت في مكتبتها لاول مرة على "كاثرين ميليت"تصفحت كتابها "الحياة الجنسية لكاترين م " بسرعة ,كنت معارضا على طول الخط لفلسفتها , وكنت عنيدا في مناقشتي لصديقتي وزوجها بشان هذا الكتاب...ولكن للحقيقة في اليوم التالي,وجدت نفسي متوجها للمكتبة في" بادغودسبرغ هالي" لكي اشتري الكتاب ، لاعود مسرعا الي البيت ,فالبرد كان في غاية الشدة , وهذه فرصة لقراءة الكتاب , الذي لم اعرف الراحة حتى انتهيت من قراءته .ستبقى هاتان الحلقتان " الرجل والمرأة " لغزا لكلاهما ...طالما بقت الحواجز وازدادت ارتفاعا بواسطة تقاليد المجتمع والثقافة المكتسبة منه,ولن تفك رموز هذا الطلسم الا بالحقيقة والصراحة, ولكن الي اي حد وما مقدار الصدق في الحقيقة؟ , وهل يحتاج الامر. الي كل هذه المعاناة والنبذ الذي يترتب عليهما , ويكون الثمن عادل.هل استحقت "كاثرين ميليت الاحترام؟,ام انها اوجدت حالة من الاشمئزاز،عند قولها للحقيقة التي تكون دائما مؤلمة؟,ام ان نورهذه الحقيقة يستحق كل هذا العناء...ويبقى السؤال الاهم وهو هل كل حقيقة تستوجب ان هل,هذا الزقاق هو الذي اختارت المفكرة الفرنسية "كاثرين ميليت "سلوكه ,وهي التي بدورها أثارت دهشة العالم من خلال مذكراتها الجنسية الصريحة" الحياة الجنسية لكاترين م" ,والتي كانت الاكثر مبيعا"بيعت اكثر من 2 مليون نسخة" , وتمت ترجمتها الي45 لغة. هذه المرأة " 41 عاما " التي تعرف باسم "مدام الجنس" و المناضلة من أجل انحلال المرأة الفرنسية ،الان تكشف عذاب الغيرة من خلال اوراق كتابها الثاني,وتعلن انها خجلة من تصرفها,فمابين كتابها الاول في 2002 وكتابها الثاني في 2009 كاثرين بدلت فلسفتها... كثيرون ينجر خلف افكار ونظريات ، فلاسفة..قادة..شيوخ..رهبان..حتى كتاب صحفيون،يقتنعون بها يبذلون في سبيلهم الغالي والرخيص ، يحفظون تعاليمهم عن ظهر قلب, يرددونها بدون وعي ولا تفكير ..ليعتقدوا في لحظة من التاريخ على انها الحقيقة, ليكتشفوا بعد ان ضاع الكثير ...بأنه الوهم الكاذب, هذا ان كانوا هم محظوظين بالاكتشاف قبل الوداع, او ان الحقيقة لقت مكانا عند الرمز...هذا ما حدث. فلكي يلقى القبول ،استحق الأمر شجاعة. فبعد سبع سنوات إطلق سراحها ,واعفي عنها وتم شطبها من سجل رفع المحرمات في الحياة الجنسية... هي تعترف الان أنها عانت من آلام الغيرة المكثفة للغاية ، حيث أنها شعرت بالخطر مخافة ان تطغى سيدة اخرى على زوجها,لتتهمها بانحطاط الخلق والخبث...فالغيرة جديرة بمعاقبتها على الفجور,حتى تنعت ضحايا الخيانة الزوجية( حسب ما اسمتهم سابقا ) الان بالكفر،لقد كانت تعتقد بأن الحياة الجنسية الحرة هي مثال اعلى للقمة, ولكنها الان تتراجع "فالامر اصبح يتعلق بزوجي" حسب ما اشارت,والحقيقة اضحت في بيتي بعدما كانت في الشارع ".ببساطةهذه قصة كتابها الثاني,الذي الغى كتابها الاول.في العام 2001 كاثرين اوضحت العديد من أمورها السريرية بدقة والتي تم نشرها,فكانت لوحة للمطاردة من شأنها ان تجعل حتى "دون جوان " يستحي وهو مقهور من العابها،فهو لم يجد له مكانا بين اوراقها السريرية...والتي بالطبع لم تشارك فيها زوجها الكاتب" جاك هنريك" فقط ، بل ان الامر كان مع عديدين في كل مكان ... في الطريق السريع ، في المقابر ، في خزانة الملابس.. في النوادي,فهي كانت عاهرة ، في جميع الاماكن الممكنة ، مع مئات من الشركاء...حتى في الوقت نفسه ، جاك هنريك نشر كتاب مصور مع صور عارية لزوجته ,لتتناوله ألسنة الشر بأنه كان وسيط تجاري بحجم الشركات لهذا الفعل الفاضح،وليس دويتو ناجح يتبنى فلسفة التحرر الجنسي كما ادعى هو.كاثرين لاتخجل من لقبها "مدام جنس " مشهورة تقريبا ...في كل مكان من البرازيل الى ايطاليا. ,فهي تتواجد باستمرار على صفحات مجلات المجتمع العصرية ، كما انهااحدى الشخصيات البارزة على صفحة مزدوجة من صحيفة لوموند ،وجها مألوف عند وسائل الاعلام,كما ان حديثها هادي ومشوق ويخبل العقول،لاتتورع عن الاجابة مهما كانت الاسئلة صريحة "الي حد الوقاحة ",مثلما حدث مع صحفي فاسق استرالي وهو يسألها "كيف تجد الرجال الاستراليين؟ "تتحدث بسرعة وتتنقل نظراتها في كثير من الزوايا في الكثير من الأحيان. اصرت على الحق في الحرية الجنسية, وبالتالي لا سلطة على ممارسة الجنس بصورة عامة.وصفت من منتقديها على انها لا تملك شعور ولا عاطفة ,فقد وصفها الكاتب البيروفي ماريو فارغاس لوسا بأن جسدها كان فقط صالة للالعاب الرياضية ، ومجرد من أي شعور أو عاطفة. لم أكن أريد أن اروي قصة حياتي ". , هي صحافية ,متخصصة في الفن المعاصر, تجد متعة في الأرقام بسبب حبها للحياة ,وقالت انها عشقت اثنان فقط في حياتها. الأول دانيال تيمبلون ، مدير معرض للفنون وأسس صحفية فنية معها في العام 1972 ، والثاني هو زوجها ، جاك هنريك ، مدرس الشيوعية الشاعر والكاتب والمصور الذي يكبرها بتسع سنوات, التقت به في أوائل 1970 ، كانت مع الرجلين لمدة ست سنوات, قبل ان يكسر تيمبلون الحلقة ويغادر هذه الحياة الجنسية ويخرج. هنريك اصدر كتابا لها يحوي على 32 صورة عارية لها.كتابها الجديد والذي يركز على هوس غيرتها تجاه زوجها ايضا يلقى مبيعات كبيرة،...زوجها هنريك والذي عاشت معه لمدة 10 سنوات ,في العام 1991 وخلال فترة العربدة قبلت الزواج... . كتبت انها انجذبت اليه بواسطة صوته والهدوء الذي يلفه بالغموض.? مما جعلها تقع في حبه. الغيرة في نظرها تافهة,وهذا السلوك لا ينتمي إلى المشاعر النبيلة ،ولكنها لم تستطع الخروج من هذه الدوامة ,ولم تكن مخلصة لافكارها التحررية ,وشعور الغيرة عصي على عقيدة الحب الحرالذي ينادي به الزوجان الاسطوريان سارتر / بوفوار , فهي تشعر بالارتياح متى ذكرت ان " جان بول سارتر و سيمون دي بوفوار "كانا تعتريهما نوبات من الغيرة هما ايضا ,عكس ما ناديا به.. جعلتها تعاني من الكوابيس ونوبات الغضب والقلق , لدرجة أنها بدأت تعاني ايضا مشاكل في التنفس وضربات القلب , من شأنه أن أفقدها صوابها i. قالت انها بدأت العلاج بعد وفاة شقيقها في حادث سيارة. ... هي لم تكن سعيدة, . فلقد عانت كثيرا من فقدان أخيها وأمها.” لكن تلك الخسائرحسب وجهة نظرها لم يكن لها تأثير مدمر على هذا النحو مثل الغيرة ، فالامر جعلني نصف مجنونة.في مقابلة معها على صفحات "الغارديان ", اعطت حصيلة تجربتها مع الرجال وقالت بصراحة ما تعرفه عن الرجل ...حتى هي لم تصل الي المفهوم الكامل للرجل , ولم تتمكن من فك الغازه , فاكتفت بعبارة " ما أعرفه عن الرجل "قالت :. أحب الرجال...خصوصا . الشباب فهم يملكون الطاقة التي لا تتوفر في " جيل منتصف العمر . جيلي من الرجال فقدوا ثقتهم في التغيير نحو مدينة فاضلة. . اما الشباب فهم لا يعانون من خيبة الامل على هذا القبيل. احب ان اتعامل مع الرجال"الاخص الشباب "هم لديهم طاقة قد لا تتوفر في الكثير من جيل منتصف العمر,والذين تعج بهم الساحة الفنية والفكرية ...هم يعانون قليلا من الاكتئاب نتيجة انهم فقدوا ثقتهم في التغيير نحو مدينة فاضلة,بعكس الشباب الذين لا يملكون خيبة الامل على هذا القبيل .هناك كثيرا من العشاق وألاصدقاء المقربين مني اخرجتهم من حياتي عندما اكتشفت طريقة عيشهم, . في شبابي كنت دائما في سن "25 " كنت دائما أميل لكبار السن من الرجال. . فعشاقي كانوا ما بين الـ 45 و 50, . الآن انقلبت الأدوار,عندما اصبحت امرأة مسنة ، ...اعترف اصبحت اكثر برودة. الممارسة الجنسية الاولى مع رجل،كانت عند طلب الوظيفة,وعرفت ان الامر يستلزم المبادلاة,عندها قررت ان اتعلم بسرعة ,لانه كان من دواعي سروري أن املك شيء يريده الاخرين...زوجي جلب لي احساس جميل من الهدوء والصفاء ... باستثناء الغيرة في السابق اذهلني الرجل مفتول العضلات , اما الان فالنظرة اعمق...النبل والمروءة لهما طغيان كبير...أني جد متأكدة بأن نجاح كتابي [الحياة الجنسية لكاترين م] نتيجة لان الكاتبة هي امرأة,ربما هناك رجال كانوا صرحاء ,ولكني انا اول امرأة تكتب عن حياتها الجنسية بصراحة وعلانية,وكون ان الموضوع يتعلق بامرأة ,فمن الطبيعي يكون مشوق ،فأنا أعتقد بأن المرأة هي أكثر واقعية في طريقة الكتابة بفيض المشاعر التي تمتلكها. لم أعتقد للحظة أنني كنت جميلة جدا ، ولكن من خلال رؤية نفسي في عيون الرجال الذين التقيت بهم علمت أنني أمر مرغوب فيه... . حصلت على تأكيدات منهم, لا تهمني الاسباب...كما انني. أعتقد أن العلاقة العميقة مع الرجل تسمح للمراة ان تعبر عن فيض من المشاعر التي لم تكن تعرف من قبل انها تمتلكها , بالاضافة الي انها تعرفها بنفسها معرفة حقيقية. مهما تنوعت الاراء واختلفت ,تبقى كل كلمة تنير طريق مجهول,وتلبي فينا غريزة الاكتشاف والمعرفة جديرة بأن تقراء...وشئنا اما ابينا فسيبقى الجنس , الذكر والانثى هما محور هذا الكون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق