الثلاثاء، 20 يوليو 2010

مفارقة اوباما

ليس من شك أن هناك جدل كبير حول شخصية الرئيس اوباما ، هذا الجدل يقودنا الي جدل اخر…تاريخي حول المبادئ والقيم من جهة والسياسة وتكوينها الفكري من جهة اخرى.

امريكا لتكون قوية ، وجب ان تنتهج سياسة تختلف مع افكار ومبادئ اوباما ، فالمواقف التقدمية لهذا التاتج من خليط ثقافي واجتماعي ، اعتبرت كلها معوقات لسيادة هذا البلد ، تتعاكس وتتضاد مع قيم المجتمع الامريكي ، سواء كانت في الاقتصاد او البيئة او افغانستان ، فاستطلاعات الراي على المدى المتوسط تشير كلها الي تدني شعبية هذا الرئيس.

موقف اليمين لا يثير الدهشة ، بل ان العكس هو الصحيح ، فمعارضي اوباما من الجمهوريين المحافظين يتبعون نفس التكتيك الدتئم ، فهم يتهمونه بالاسراف في الليبرالية ، بالاضافة الي اسرافه في الانفاق ، ولكن ما يثير الدهشة ، هو مزيج المواقف التي تبدو متناقضة والتي يطلق عليها اسم " مفارقة اوباما " التي تصور سياسات الرئيسبأنها فاشلة ناجحة ، وقد تناول عدد من النقاد البارزين والكتاب من ذوي التوجهات اليسارية التناقض الواضح الذي يعانيه البيت الابيض.

ان التاريخ وفر لنا عديد من الأمثلة على ‘نجاح الفشل’ — فالأفراد الذين يرتكبون المعاصي ويقوضون عمرا من الانجازات.، نراهم يدخلون التاريخ، سواء كانت افعالهم نجاحات أو اخفاقات على حد سواء… مع الرئيس أوباما ، فإن الوضع مشابه تقريبا … أخطاء خطيرة ، سوء التوقيت ، أو سوء الحظ، اسباب من الممكن أن تضر، سلسلة من الانتصارات ، كنت ستكون ربما الأكثر إثارة للإعجاب.

مفارقة أوباما "" ليست مفارقة على الإطلاق. فلا يوجد شيء غير منطقي بطبيعته ،عن شخص يسعى الي تحقيق أشياء كبيرة يريدها انجازات ، تتقوض نتيجة الأخطاء ، وسوء التقدير ، هذه الأخطاء تنتقص من الظروف الخارجية.

هل قرارات اوباما بشأن كارثة خليج المكسيك تصنفه على انه تقدمي ؟، اما ان قانون الرعاية الصحية تصنفه على انه اشتراكي؟، وهل الحرب في افغانستان تجعل منه بوش ، او رزوفلت ؟
في نهاية المطاف ، وعلى أوسع نطاق ، فأن افضل وسيلة لتقييم رئاسته، هو السؤال عما إذا كانت مجموع قرارات الادارة وأفعالها ، تحقق نتيجة جيدة في نفعها أكثر من ضررها على الناس والكوكب. و تمكن من حل التناقضات الراهنة المحيطة بالرئيس أوباما.

كيف يمكنن إجراء تقييم عادل لولايته؟ هل ان التقييم المتري للوقائع والبيانات, او عدد حملة الوفاء بالوعود ، أو تمرير تشريعات ، أو استطلاعات الرأي العام والاتجاهات ، أو احصائيات اقتصادية ، أو مزيج من عدة عوامل مرجحة، تكون الحكم.

للنشطاء وصناع الرأي ، فالعملية مختلفة نوعا ما : فعلى ضوء المثل والقيم الأساسية يتم قياس تصرفات الرئيس، اما لعامة الناس ، فانها مزيج من الظروف الشخصية (كيف تؤثر سياسات الإدارة وقيمها عليهم وعلى أسرهم) ، وما تخبرهم بها وسائل الإعلام.
وأيا كانت المعايير والأساليب ، فهناك طرق عدة للوصول إلى علم ، حتى وان كان غير مكتمل ، نظرا لان بعض الآراء متناقضة. فبعض وجهات النظر تعتبر أوباما رئيسا ناجحا اكثرمن الآخرين — ولا يوجد شيء من هذا التناقض.

هناك شيء واحد وشرط أساسي يمكن أن يفعله أوباما ، ليكون أكثر إثارة للاهتمام ، ويسمو به مقابل انحسار وتدفق الأحداث ، والفوز والخسارة اليومية ودوامة الرأي التي لا نهاية لها ، والفوز والخسارة اليومية ، والتقدم والنكسات ، الا وهو … النضال بالأسنان والأظافر لمجموعة من المبادئ واضحة المعالم ، لها قيم دائمة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق