الأحد، 18 أبريل 2010

كلمات من زمن الورق

رايتها بعد فراق دام ثلاثون سنة , تزوجت انا , وهي لم تتزوج ...لماذا اصرت لخصلات الفضة ان تظهر في شعرها , ولماذا اردت لتجاعيد عيونها ان تظهر خلف نظارتها الطبية ...اليست امراة؟ ..بلا ولكنها هكذا هي ...عنيدة .
تلاقت اعيننا حتى اننا نسينا ان نسلم على بعضنا البعض,بادرتني سريعا قبل ان اتكلم
-هل انت سعيد بالزواج
- المهم في الزواج ليست السعادة , بل الاستقرار
- والحب
بثبات وحزم اجبت ...لا يوجد اصعب منه
- عرفتك دائما رجل لانك تكذب على النساء
- لالالالالا ولكن الروتين مثل الصداء , انه لا يجعل مني رجل ,بل شبح ووهم
كانت تتكلم , ولكني شردت فيها , فلم اعد اسمع , ولكني ارى شفتاها وهي تتحرك , فلقد ظللت اتسأل...لقد بدأت مسنة وهذا ما ازعجني , لربما ان الموت اقترب منها...الان فقط صدقت بأنني قد كبرت ايضا واستطاع الزمن ان يحصل مني على حصته , لقد فعلها هذا الحقيرعلى حين غرة) Flucht den Himmel) , جعلني انام في العسل وهو يسرق مني ايامي ويبتسم .....لالالالالا انا لست خائفا من الموت , بقدر خوفي من الهرم , لقد اعتقدت لفترة طويلة , انني انال النجاح والحظوة مع النساء...لربما انهن يرونني شخصا مذنبا يحتاج للحب , شخصا لن يؤذيهن...ولكن الحقيقة التي لم يعرفهن ان في قلبي متسع يكاد يكون اكبر منهن...
- انت...اين شردت , هل لازالت تصطاد النساء
- لالالالالا فقد ولت هذه الايام التي كنت فيها سيد الاثام...الان انا قديس
- ما احببته دائما فيك....الكذب...اتتذكر يوم لقيتني , وكنت منذ البداية ترعب في الارتباط بي , وكنت على استعداد ان تقول لزوجتك هذا , ولكنك ترددت وخفت ...وهربت بعد ان كتبت لي ورقة ممهورة بتوقيع " جبان "
- تبسمت وانا اقول الصدق , لقد اصررت ان اعلقك في شباكي , بعد غياب طويل منذ ايام الجامعة...كنت دائما اتابعك بنظراتي , ولم استطع حتى الكلام معك , وفجاة للحظة اجدك واقفة امامي , بعدما اعتقدت بانك طيف ولى مع ايام الدراسة...لقد شعرت بأنني رجل وانا اخترق دفاعاتك , فانت لم ترفضي لقائي كما اعددته , وظننت انا ان الامر سيكون مشابها كغيرك , ولكن منذ تلك اللحظة لم استطع الانفصال عنك...طيلة هذا الزمن لم انسأك , فقد كنت حاضرة.
ما ان انهيت كلماتي , حتى وجدت نفسي وبدون وعي , امد يدي لها لاصطحبها...تقف هي , وترفض هي ...لتقول
- بعد كل هذه السنيين , ونحن في خريف العمر...هل تعني هذا
- انا منذ الولادة لم اقل شيء لم اعنه , فالعمر ليس حقيقيا , سوى في العالم المادي, جوهر البشر مقاوم لمرور الزمن , حياتنا الداخلية ابدية , مما يعني ان ارواحنا تبقى شابة ونشيطة ويافعة ...فكري في كحالة ايمان , ليس وسيلة لاي شيء او مكسب
- انك تجعل الاخرين يتراقصون على غناء كلماتك,...هل تؤمن بالموت؟
- لالالالالا ولكني اخاف منه
- ببساطة لقد اعطتني كلماتك الهدوء والسلام , حتى ولو انني لا اوفقك في كل ما ذهبت اليه وقلته ...فلا يجمع بيننا الا الذكريات , ...هل الحب له الحق في ان يبرر كل شيء , ويعطي لنفسه رخصة في كل ما نفعله باسمه , بعد كل هذه الوقت عرفت بأن الحب كاذب في العشرينيات , وسخيف في الاربعينيات , ومقزز بعد ذلك
- سيدتي...هل تريدي ان تعرفي ما ارغب في فعله ....اركب المركب واستمر بالابحار والسفر ولا اعود ابدا...هل ترافقيني؟
- لتعوم انت , واغرق انا
- لالالالالا فانا اذهب معك وليس اليك
ساظل مبحرا مع امراتي
اغني واغني
نعم كثيرا من النساء عبرن البحر برفقتي
في ذاكرتي , ولكن انت بقيت في البحر
دعني افكر بك كل يوم
وافكر اكثر قليلا...يا سيدتي
امزق عقلي اشلاء
لاستمر بالتفكير فيك
- كاذب , كاذب ...ولكن نعم سارافقك , ليس الان ...بل غدا
اتى الغد...ولم تأتي , لاتظنوا بأن السنون قد اغتلتها , ولكن الاقدار خطفتها
فلا يوجد مزيدا من الحياة... لا يوجد
ولا يوجد مزيدا من المطر... لا يوجد
ولا يوجد مزيدا من النسيم... لا يوجد
السماء تبكي وكذلك انا
اناشدك ان تأخديني الي هناك...حيث انت
فلن يوجد مزيدا من البكاء... لن يوجد
ولن يوجد مزيدا من الخوف ...لن يوجد

ياحبي ما الذي يمكن ان افعله من اجلك , لاحصل عليك لثانية واحدة , بعيدا عن العالم وقريبا مني
ياحبي مثل نهر المجدلية الذي يذوب رملا في البحر
اريد ان اذوب فيك
هناك علاقات حب تنتظر حتى نهاية الشتاء لكي تبرعم
تصبح اكثر يناعنا في ليل الخريف
مثل هذه الحب...الذي اكنه لك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق